حروب الزمن الغابر .. الآشوريون أعظم الشعوب المقاتلة من الزمن القديم

الآشوريون

الآشوريون

بدأت الإمبراطورية الآشورية، مكان العراق حالياً، كمجتمع صغير من التجار في مدينة (آشور).

لحماية أرضهم الخصبة من طمع جيرانهم، فقد أجبر الآشوريون على أن يصبحوا مقاتلين لمواجهة الغزوات والهجمات. نتيجةً لذلك، وبين العامين 1115-612 قبل الميلاد، فقد بنى الآشوريون أعظم إمبراطورية في العهد القديم، قبل ظهور (الإسكندر المقدوني) والرومان، الذين امتدت أراضيهم على مساحة مصر والمشرق الأدنى وبلاد مابين النهرين.

بدأ عهد توسع الآشوريين عبر الملك (تغلث فلاسر الثالث) والذي استخدم العديد من التكتيكات التي ابتكرتها أوائل الشعوب المقاتلة. شكل (تغلث) جيشاً محترفاً مكوناً من مشاة وفرسان بالإضافة إلى وحدات خاصة من رماة السهام والمقاليع. وفي ذلك الوقت أصبح استخدام الحديد في الأسلحة، والذي ابتكره الحيثيون، أمراً شائعاً جداً، لكن الآشوريين وعبر شبكتهم التجارية أمّنوا كميات وفيرة من مصادره الأولية لتصنيع هذه الأسلحة.

استخدم الآشوريون الحديد بحرية لتصنيع السيوف، والرماح ورؤوس السهام، بالإضافة إلى خوذهم ودروعهم.

وعوضاً عن استخدام الأحذية التقليدية في المعارك، ابتكر الآشوريون أول حذاء حربي. كان الحذاء بطول يصل إلى الركبة، مع نعل سميك، بغطاء معدني مثبت إلى النعل يغطي الساق وذلك ليناسب جميع الأراضي التي يمكن أن تجري عليها المعركة. لم يتوقف الآشوريون عند هذا الحد، فقد أبدعوا كذلك في استخدام الهندسة في الجيش. طوّر الآشوريون معدات الحصار، وهي آلات متحركة بارتفاع عدة طوابق مع عمود خشبي ضخم في أسفلها لتحطيم الأسوار والحصون. ومن الأشياء الأخرى التي ابتكرها مهندسوا الحرب الآشوريون هي السلالم المستخدمة في الحصار، وحفر الأنفاق تحت أسوار المدينة المحاصرة، حتى أنهم وضعوا المخطط الأول للدبابة. هذه الآلات الحربية استخدمت لإضعاف دفاعات المدينة وسمحت لجنود المشاة بالسيطرة عليها.

كذلك كان الآشوريون أساتذة الحرب النفسية، فقد استخدموا سمعتهم لنشر الذعر في قلوب أعدائهم. في ذلك الوقت كان هنالك حقيقة معروفة للجميع، إن من يتحدى الآشوريين سوف يموت بقسوة. جاء هذا الصيت المخيف بعد أن حصل الآشوريون على مدينة (سورو) قرب نهر دجلة، فأمر الملك الآشوري ببناء دعامة على باب المدينة وكتب قربها: “لقد قمت بسلخ كل قادة المدينة ممن تمرد عليّ، وغطيت الدعامة بجلودهم، بعضهم وضعته داخل الدعامة وآخرون خراجها على الأوتاد.” هذا ما جعل كثيراً من المدن تستلم وتذعن حتى قبل أن يبدأ القتال، تجنباً لمصير كهذا.

وللحفاظ على السلام في المناطق التي سيطروا عليها اتبع الآشوريون سياسة ذكية، هؤلاء ممن تركوا أحياء إما يصبحون عبيداً أو يعاد توطينهم في مكان آخر. نقل الآشوريون أصحاب المهن الموهوبين في المناطق المحتلة إلى أماكن أخرى من الإمبراطورية تحتاجهم وذلك للاستفادة من مهاراتهم. وهكذا ضمن الآشوريون خدمة الإمبراطورية بالشكل الأمثل، وصهروا الناس من المناطق التي غزوها في تلك الإمبراطورية وحرموهم من إنتمائهم مما قطع أي بادرة مقاومة من أن تتطور.


إرسال تعليق

0 تعليقات