قصة نهاية “السامري”

في هذه القصة سنقرأ عن بلاهة الفكر وبلادة الروح ,وتفاهة بني إسرائيل في قصة السامري..

سنجد كيف عاقبه الله من جنس عمله ..

حين ذهب موسى لميقات ربه,قام رجل من بين إسرائيل ويدعى “السامري” بأخذ ما كان إستعاره من الحلي والذهب من المصريين قبل عبور البحر مع سيدنا موسى , وصنع منه عجلاً!

ثم ألقى فيه قبضة من التراب الذي أخذه من تحت أقدام فرس سيدنا جبريل ,حين رآه يوم أغرق الله فرعون بعد عبورهم للبحر.
فلما ألقى حفنة التراب هذه في العجل ..خار كما يخور العجل الحقيقي “أي أصدر صوتاً كصوت العجل الحقيقي”

ولكن..في الحقيقة ان هذه الصوت نتج عن الريح التي إذا دخلت من دب العجل خرجت من فمه فأصدرت صوتاً يشبه صوت البقرة.
فصدقوه بني إسرائيل بجهلهم عندما قال لهم أنه إلهكم وإله موسى
فقاموا يرقصون حوله ويفرحون

“فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي” أي : فنسى موسى ربه عندنا هنا”يقصد العجل” وذهب يطلبه في مكان آخر وهو هنا
تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا.

وعندما أقبل عليهم موسى فعنفهم ووبخهم في صنيعهم هذا القبيح
وأقبل موسى على السامري فقال”قال ما خطبك يا سامري” أي ما حملك على ما صنعت؟
“فقال بصرت بما لم يبصروا به” أي رأيت جبريل وهو راكب فرساً “فقبضت قبضة من أثر الرسول”أي من أثر فرس جبريل ,فأخذها من اثر حافرها.

فلما ألقاه في هذا العجل المصنوع من الذهب كان من امره ما كان
ولهذا قال “فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس”

قال ابن كثير:
هذا دعاء عليه أن لا يمسه أحداً,معاقبة له على مسه ما لم يكن له مسه

قال القرطبي” قال الحسن:جعل الله عقوبة السامري ألا يماس الناي ولا يماسوه ,عقوبة له,ولما كان منه إلى يوم القيامة” لا أمس ولا أُمس.

فمن كان يمسه كان تصيبه الحمى.

فهو قد أنشأ الفتنة لما كانت ملامسته سبباً لحياه الموات”أي العجل جعله كأنه حي” عوقب بما يضاده,حيث جعل الله ملامسته سبباً للحمى التي هي من أسباب موت الأحياء.

تفسير الآيات المتعلقة بقصة السامري في سورة طه


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالسامري رجل من قوم موسى عليه السلام، وقيل من غيرهم واسمه: موسى بن ظفر، وقيل: ميخا، وبلدته كرمان، وقيل: باجرما.
وكان من خبر ما قصه الله تعالى من القرآن الكريم في سورة طه بقوله تعالى: (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ، قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) [طـه:95-96].
فقوله تعالى: (فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ) أي: ما شأنك، وما أمرك الذي دعاك إلى ما صنعت؟.
قال: (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ) أي: علمت بما لم يعلموا: قال الزجاج: بَصُرَ الرجل يبصر إذا صار عليماً بالشيء، قال المفسرون: فقال له موسى وما ذاك؟ قالت: رأيت جبريل على فرس، فألقى في نفسي أن أقبض من أثرها (أثر الفرس)، فقبضت قبضة، والقبضة الأخذ بجميع الكف أي من تربة موطئ جبريل عليه السلام، فنبذتها: أي قذفتها في العجل أي في صورة العجل المصاغ من الحُلي، وكذلك: وكما حدثتك (سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) أي: زينت وحسنت لي نفسي.
(قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً) [طـه:97]. أي: قال موسى عليه السلام اذهب من بيننا.
(فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ) أي: ما دمت حياً.
( أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ) أي: لا أمسُّ ولا أُمسّ، فصار السامري يهيم في البرية لا يمس أحداً، ولا يمسه أحد عاقبه الله بذلك، وألهمه أن يقول: (لا مِسَاسَ) . وكان إذا لقي أحداً يقول (لا مِسَاسَ) أي: لا تقربني، ولا تمسني، فكانت عقوبته الطرد، والنفي من المجتمع.
( وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ) أي: لعذابك موعداً هو يوم القيامة لن يتأخر عنك.
(وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ) أي: العجل.
(الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً) أي: أقمت عليه تعبده.
(لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً) والنسف: التذرية، في اليم: في البحر.
وننبه هنا إلى أن هذه التفاصيل الواردة في قصة السامري من أخبار أهل الكتاب التي يجوز لنا الحديث بها، والاستئناس بها ما لم تخالف الكتاب أو السنة الصحيحة الصريحة أو العقل الصحيح.
والله تعالى أعلم.

إرسال تعليق

0 تعليقات